هو التابعي الجليل بلال بن سعد قال عبد الله بن المبارك كان محل بلال بن سعد بالشام ومصر كمحل الحسن
بالبصرة وقال الأوزاعي سمعت بلال بن سعد يقول وا حزناه على أني لا أحزن وروى الأوزاعي عن بلال بن سعد
قال إن الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلا أهلها وإذا أظهرت فلم تغير ضرت العامة وعن الأوزاعي قال سمعت بلالا
يقول لا تكن وليا لله تعالى في العلانية وعدوه في السر قال وسمعت بلالا يقول في مواعظه يا أهل الخلود ويا أهل
البقاء إنكم لم تخلقوا للفناء وإنما خلقتم للخلود والأبد ولكنكم تنقلون من دار إلى دار وعن الأوزاعي عن بلال بن سعد
قال إن الله يغفر الذنوب ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يقفه عليها يوم القيامة وإن تاب وقال سعيد بن عمرو
قال بلال بن سعد ذكرك حسناتك ونسيانك سيئاتك غرة وقال الأوزاعي هلك ابن لبلال بن سعد فجاء رجل
يدعي عليه ببضعة وعشرين دينارا فقال له بلال ألك بينة قال لا قال فلك كتاب قال لا قال فتحلف قال نعم قال
فدخل منزله فأعطاه الدنانير فقال إن كنت صادقا فقد أديت عن ابني وإن كنت كاذبا فهي عليك صدقة وقال الأوزاعي
سمعت بلال بن سعد يقول رب مسرور مغبون يأكل ويشرب ويضحك وقد حق له في كتاب الله عز وجل أنه من
وقود النار وقال الأوزاعي سمعت بلال بن سعد يقول أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما
لقيك وضع في كفك دينارا وعن الأوزاعي قال سمعت بلال بن سعد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر
من عصيت وقال سعيد بن عبد العزيز قال بلال بن سعد الذكر ذكران ذكر لله عز وجل باللسان حسن جميل وذكر
الله عندما أحل وحرم أفضل وقال الضحاك بن عبد الرحمن سمعت بلال بن سعد يقول يا أولي الألباب ليتفكر متفكر
فيما يبقى له وينفعه أما ما وكلكم الله عز وجل به فتضيعون وأما ما تكفل لكم به فتطلبون ما هكذا نعت الله عبادة
المؤمنين أذوو عقول في طلب الدنيا وبله عما خلقتم له فكما ترجون الله بما تؤدون من طاعته فكذلك أشفقوا من
عذاب الله بما تنتهكون من معاصيه قال وسمعت بلال بن سعد يقول عباد الله اعلموا أنكم تعملون في أيام
قصار لأيام طوال وفي دار زوال لدار مقام وفي دار نصب وحزن لدار نعيم وخلد.. عباد الرحمن هل جاءكم مخبر
يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبل منكم أو شيئا من أعمالكم غفر لكم وعن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال أدركتهم
يشتدون بين الأغراض ويضحك بعضهم إلى بعض فإذا كان الليل كانوا رهبانا وأسند بلال عن أبيه سعد بن تميم
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وآخرين.