أسلمت أسماء بنت عميس رضي الله عنها بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها
جعفر بن أبي طالب ثم قتل عنها فتزوجها أبو بكر رضي الله عنه ومات عنها وأوصى أن تغسله ثم
تزوجها علي بن أبي طالب عن أبي موسى قال بلغنا مخرج رسول الله ونحن باليمن فخرجنا
مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهم أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال بضع وإما قال
ثلاثة وخمسون وإما اثنان وخمسون رجلا من قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي فوافقنا
جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر إن رسول الله بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا
معنا قال فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا قال فوافقنا النبي حين افتتح خيبر فأسهم لنا أو قال أعطانا منها
وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر
وأصحابه فقسم لهم معهم قال فكان ناس من الناس يقولون لنا يعني لأصحاب السفينة سبقناكم
بالهجرة قال فدخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي زائرة وقد كانت
هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى
أسماء من هذه فقالت أسماء بنت عميس فقال عمر الحبشية هذه البحرية هذه فقالت أسماء نعم فقال
عمر سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فغضبت وقالت كلا يا عمر كلا والله كنتم مع
رسول الله يطعم جائعكم ويعظ هالككم وكنا في دار أو في أرض البعد بالحبشة وذلك في ذات الله
عز وجل وفي رسول الله وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله
وأسأله والله لا أكذب ولا أزيد على ذلك فلما جاء النبي قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا فقال
رسول الله فما قلت له قالت قلت له كذا وكذا فقال رسول الله ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه
هجرة واحدة ولكم يا أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا
ليسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم أفرح به ولا أعظم في أنفسهم مما قال رسول الله
لهم أخرجاه في الصحيحين.